Minggu, 19 Maret 2017

شروط المفسر



الباب الأول
1 - مقدمة
الحمد لله الذي هدانا بعبده المختارمن داعانا، اللهم صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَغْفِرُ بِهَا الذُّنُوْ بَ وَ تُصْلِحُ بِهَا الْقُلُوْ بُ وَتَنْطَلِقُ بِهَا الصُّعُوْبُ وَ تَلِيْنُ بِهَا آلْعُصُوْ بُ وَعَلَى آلِه ِوَصَحْبِهِ وَ مَنْ اِلَيْهِ مَنْسُوْب. اما بعد.
 خلال هذه الرسالة نريد أن نذكر فيهاالموضوع احد من الموضوعات علوم القرأن، وهو شروط  المفسر وادابه. واما شرحهما سنشرح إنشاء الله. اللهم يسيرلنا بما تتعلم وبارك لنا ما قد علمناه. أمين.
2- - رموز المسألة
ا- شروط المفسر
ب- أداب المفسر
ألباب الثاني

ا- شروط المفسر
أعلم ان المفسرون أهميّة في الدين الإسلام، لانهم الذين تواسّط ليفقه و يفهم على محتويات القرأن الكريم  الى من يترجيهم. لأن التفسير القرأن الكريم إتضح على الانسان الذي يعول في إستنباط مراد الله تعالى القرأن الكريم. كما قال  أحمد بزوي الضاوي في أرشيف ملتقى أهل الحديث -3 " فارتأيت أن أقوم بدارسة شروط وآداب المفسر حتى تكون نبراسا في اختيار التفاسير التي يعول عليه الإنسان في استنباط مراد الله تعالى من القرآن الكريم."كما ذكرنا من ذالك المابحث، يجب على المعلمين ان اعتناء و تعرف على شروط و آداب المفسر، لانه اهم في التفسيرخاصتا.[1]
لقيام أي بحث علمي لابد من توفر شروط نظرية نتطلبها في الباحث الذي يريد خوض غمار الكشف عن الحقيقة وتجليتها. وهذه الشروط التي نشترطها فيه هي ذات بعدين:[2]
البعد الذاتي : ونعني به الأخلاق والقيم الروحية التي ينبغي أن تتوفر في الباحث، لتؤهله لتحمل أمانة الكشف عن الحقيقة وتجليتها لمن يجهلها من البشر. وقد عبر سلفنا الصالح عما ذهبنا إليه بآداب العالم أو سمت العلماء.
 البعد المعرفي : وهو يتمثل في جملة العلوم المساعدة والضرورية للكشف عن الحقيقة، والتي بدونها تذهب الجهود هدرا ودون جدوى، لأنها لم تتهيأ لها الأسباب الكفيلة بإيصالنا إلى الكشف الحقيقة التي نطمح إلى تجليتها وبيانها. وقد اصطلح العلماء على تسمية هذا البعد المعرفي بشروط العالم. وبالنسبة لمبحث تفسير القرآن الكريم فإن علماء الأمة قد وضعوا أيدينا على جملة آداب وشروط ينبغي توافرها في المفسر حتى يوفر لنفسه الأسباب الموصلة إلى الحقيقة .

وقد ذكر العلماء للمفسر شروطا و يجمل محمد بن سعود الإسلامية في مناع القطان  تسعة أقسام، سنذكربعد هذا
  1. صحة الاعتقاد: فإن العقيدة لها أثرها في نفس صاحبها، وكثيرا ما تحمل ذويها على تحريف النصوص والخيانة في نقل الأخبار، فإذا صنف أحدهم كتابا في التفسير أول الآيات التي تخالف عقيدته، وحملها باطل مذهبه، ليصد الناس عن اتباع السلف، ولزوم طريق الهدى.
  2.  التجرد عن الهوى: فالأهواء تدفع أصحابها إلى نصرة مذهبهم، فيغرون الناس بلين الكلام ولحن البيان، كدأب طوائف القدرية والرافضة والمعتزلة ونحوهم من غلاة المذاهب.
  3. أن يبدأ أولا بتفسير القرآن بالقرآن، فما أجمل منه في موضع فإنه قد فصل في موضع آخر، وما اختصر منه في مكان فإنه قد بسط في مكان آخر.
  4. أن يطلب التفسير من السنة فإنها شارحة للقرآن موضحة له،
وقد ذكر القرآن أن أحكام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما تصدر منه عن طريق الله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}[3].
            أن السنة مبينة للكتاب: {بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}[4]. ولهذا قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني السنة.
           
وقال الشافعي,رضي الله عنه: "كل ما حكم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو مما فهمه من القرآن" وأمثلة هذا في القرآن كثيرة - جمعها صاحب "الإتقان" مرتبة مع السور في آخر فصل من كتابه كتفسير "السبيل" بالزاد والراحة، وتفسير "الظلم" بالشرك، وتفسير "الحساب اليسير" بالعرض.
  1. فإذا لم يجد التفسير من السنة رجع إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال عند نزوله، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح.
  2. فإذا لم يجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، والربيع بن أنس، وقتادة والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين، ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة، وربما تكلموا في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال، والمعتمد في ذلك كله النقل الصحيح، ولهذا قال أحمد: "ثلاث كتب لا أصل لها: المغازي، والملاحم، والتفسير" يعني بهذا: التفسير الذي لا يعتمد على الروايات الصحيحة في النقل.
  3. العلم باللغة العربية وفروعها: فإن القرآن نزل بلسان عربي، ويتوقف فهمه على شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد: "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب".

مثلا في السورة النحل:الاية 44.والمعاني تختلف باختلاف الإعراب، ومن هنا مست الحاجة إلى اعتبار علم النحو. والتصريف الذي تعرف به الأبنية، والكلمة المبهمة يتضح معناها بمصادرها ومشتقاتها. وخواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، ومن حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها. ثم من ناحية وجوه تحسين الكلام -وهي علوم البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع- من أعظم أركان المفسر. إذ لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يدرك الإعجاز بهذه العلوم.

8.               العلم بأصول العلوم المتصلة بالقرآن، كعلم القراءات؛ لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن ويترجح بعض وجوه الاحتمال على بعض، وعلم التوحيد، حتى لا يؤول آيات الكتاب التي في حق الله وصفاته تأويلا يتجاوز به الحق، وعلم الأصول، وأصول التفسير خاصة مع التعمق في أبوابه التي لا يتضح المعنى ولا يستقيم المراد بدونها، كمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، ونحو ذلك.
9.              دقة الفهم التي تمكن المفسر من ترجيح معنى على آخر، أو استنباط معنى يتفق مع نصوص الشريعة.

اختلف عن اجتهد الإمام السيوطي-رحمه الله- وصاحب كتاب المباني هو الذي يجمل على شروط المفسر الى ثَلاَثَة عَشَراقسام ليفرقه.[5]
1.               اللغة: لأن بها يعرف شرح المفردات ومدلولاتها بحسب السياق
2.               النحو: لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب . فلا بد من اعتباره
3.               التصريف: فيه تعرف الأبنية والصيغ
4.               الإشتقاق: لأن الإسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما
5.             علوم البلاغة: وهي علوم المعاني والبيان والبديع، لأن المفسر يعرف بالأول خواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكلام. وهذه العلوم هي أعظم الشروط التي ينبغي توفرها في المفسر، ذلك أنه مطالب بمراعاة ما يقتضيه الإعجاز ، وإنما يدرك بهذه العلوم .
والملاحظ أن النصوص الأدبية الرفيعة لا تدرك إلا بالذوق وليس كل من اشتغل بالنحو واللغة وغيرهما يكون من أهل الذوق، وممن يصلح لانتقاد تلكم النصوص. وإنما أهل الذوق هم الذين يشتغلون بعلم البيان وراضوا أنفسهم بالرسائل والخطب والكتابة والشعر، وصارت لهم بذلك دراية وملكة تامة فهؤلاء يمكن الاعتماد عليهم في انتقاد النصوص وتمييزها.
6- علم القراءات وبه نعرف كيفية النطق بالقرآن، وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
7-أصول الدين: بما في القرآن الكريم من الآيات الدالة بظاهرها على ما يجوز على الله تعالى، فالأصولي يؤول ذلك، ويستدل على ما يستحيل، وما يجب وما يجو.
8-أصول الفقه: فيه يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط.
9-أسباب النزول والقصص: فبسبب النزول يمكننا معرفة الظروف والملابسات التي واكبت نزول الآية . وبالقصص يمكننا الوقوف على بعض أبعاد ما أجمل في القصص القرآني.
10-الناسخ والمنسوخ : ليعلم محكم آي الذكر الحكيم من غيره .
11-الفقه: حتى تفسر آيات الأحكام تفسيرا صحيحا لا يحيد بها عن جادة الحق والصواب.
12-الإلْمام بالأحاديث النبوية الشريفة المبينة والمفسرة لما أجمل وأبهم من آي الذكر الحكيم .
13-علم الموهبة: وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم . وإليه يشير الحديث النبوي ( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم.(  
أما بالنسبة للمفسر المعاصر فيتعين إضافة ثلاثة شروط أخرى، وهي[6]:
1-الإلْمام التام بعلوم العصر وذلك حتى يمكن أن يعطي للقرآن بعده الحضاري الصحيح فيتحقق مفهوم شمولية وعالمية الدين الإسلامي.
2-المعرفة بالفكر الفلسفي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، السائد والمهيمن على الساحة، وذلك حتى يستطيع دحض كل الشبهات المحاكة حول الدين الإسلامي، وإبراز حقيقة القرآن الكريم وموقفه من كل قضايا العصر، وذلك مساهمة منه في نشر الوعي بحقيقة الإسلام وريادته الفكرية والحضارية.
3-الوعي بمشكلات العصر وأزماته. والمعرفة بها ضرورية لإبراز موقف الإسلام منها وسبل تفاديها وكيفية معالجتها، ولصاحب " كتاب المباني " إشارة لطيفة لهذه النقطة، حيث يقول: "والثالثة أن يكون عالما بأبواب السر من الإخلاص والتوكل والتفويض والأذكار الباطنة التي افترضها الله تعالى، وبالإلهام والوسوسة وما يصلح الأعمال وما يفسدها، وبآفات الدنيا ومعايب النفس، وسبل التوقي من فسادهما ليتأتى له تفسير الآيات المنتظمة لهذه المعاني ".
والمتتبع للشروط المعرفية التي اشترطها علماؤنا ـ من أهل السنة ـ يتضح له أن هذه الشروط وإن كانت كلها معرفية فإنها تنقسم إلى قسمين:
 ا- شروط معرفية بحتة.
ب- شروط منهجية .
وهذه الأخيرة اشترطوا فيها :
ا- تفسير القرآن بالقرآن .
ب- تفسير القرآن بالسنة .
ج- الأخذ بقول الصحابي .
الأخذ بأقوال كبار التابعين كمجاهد وابن جبر وسعيد ابن جبير، وعكرمة وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري ومسروق بن الأجدع وسعيد بن المسيب، وغيرهم ممن تلقى جميع التفسير عن الصحابة رضوان الله عليهم(.
ب- آداب المفسر.
ليس الادب كذباب هذا المقالة المشهورة عند آذَاننا، اذا لا ينبغي ان المعلمون التعلمين بلا اخلاق. كما في التفسير، يجب على المفسرين ان يحمل اداب المفسر.قال سيوطي: " اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو هو على ذنب أو غير متحقق بالإيمان أو ضعيف التحقيق أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم أو راجع إلى معقوله، وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من بعض." وفي هذا المعنى قوله تعالى : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق }.[7] واما  اداب المفسر سنذكر[8].
  1. حسن النية وصحة المقصد: فإنما الأعمال بالنيات، والعلوم الشرعية أولى بأن يكون هدف صاحبها منها الخير العام، وإسداء المعروف لصالح الإسلام، وأن يتطهر من أعراض الدنيا ليسدد الله خطاه، والانتفاع بالعلم ثمرة الإخلاص فيه.
  2. حسن الخلق: فالمفسر في موقف المؤدب، ولا تبلغ الآداب مبلغها في النفس إلا إذا كان المؤدب مثالا يحتذى في الخلق والفضيلة، والكلمة النابية قد تصرف الطالب عن الاستفادة مما يسمع أو يقرأ وتقطع عليه مجرى تفكيره.
  3. الامتثال والعمل: فإن العلم يجد قبولا من العاملين أضعاف ما يجد من سمو معارفه ودقة مباحثه - وحسن السيرة يجعل المفسر قدوة حسنة لما يقرره من مسائل الدين، وكثيرا ما يصد الناس عن تلقي العلم من بحر زاخر في المعرفة لسوء سلوكه وعدم تطبيقه.
  4.  تحري الصدق والضبط في النقل: فلا يتكلم أو يكتب إلا عن تثبت لما يرويه حتى يكون في مأمن من التصحيف واللحن.
  5. التواضع ولين الجانب: فالصلف العلمي حاجز حصين يحول بين العالم والانتفاع بعلمه.
  6. عزة النفس: فمن حق العالم أن يترفع عن سفاسف الأمور, ولا يغشى أعتاب الجاه والسلطان كالسائل المتكفف.
  7. الجهر بالحق: فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
  8. حسن السمت: الذي يكسب المفسر هيبة ووقارا في مظهره العام وجلوسه ووقوفه ومشيته دون تكلف.
  9. الأناة والروية: فلا يسرد الكلام سردا بل يفصله ويبين عن مخارج حروفه.
10.   تقديم من هو أولى منه: فلا يتصدى للتفسير بحضرتهم وهم أحياء، ولا يغمطهم حقهم بعد الممات، بل يرشد إلى الأخذ عنهم وقراءة كتبهم.
11.  حسن الإعداد وطريقة الأداء: كأن يبدأ بذكر سبب النزول - ثم معاني المفردات وشرح التراكيب وبيان وجوه البلاغة والإعراب الذي يتوقف عليه تحديد المعنى، ثم يبين المعنى العام ويصله بالحياة العامة التي يعيشها الناس في عصره، ثم يأتي إلى الاستنباط والأحكام.

يقول الشهيد حسن البنا ـ رحمه الله ـ "ومع هذا التعظيم لقدر التفسير والمفسرين الذين يعلمون فيما أنزلت الآيات وما أريد بها، فإن السلف رضوان الله عليهم، كانوا يتحرون دائما في التفسير ألا تتحكم فيما يفهمونه من الآيات أغراض خاصة، أو أهواء شخصية، أو ظروف طارئة، ولكنهم كانوا يجردوه من كل ذلك حتى يكون القرآن أميرا على تصرفاتهم، ويكون هواهم تبعا لما جاء به رسولهم صلى الله عليه و سلم وهو صريح الإيمان . ومن هنا كان الكثير منهم يتحرج من التفسير ويخاف أن يقول في القرآن برأيه."

الباب الثالث
ا- خلاصة
ب- مراجع










محمد بن سعود الإسلامية،"مناع القطان مباحث في علوم القران"(القاهرة:مكتبة وهبة،2008)، ص.321.[1]
،2008).http://www.ahlalhdeeth.com:.......... أحمد بزوي الضاوي،"أرشيف ملتقى أهل الحديث -3"([2]
 النساء، 4:105.[3]
النحل، 16:44.[4]
[5]
[6]أحمد بزوي الضاوي،"أرشيف ملتقى أهل الحديث -3"(  2008http://www.ahlalhdeeth.com:..........).[6]
[7]الاعراف 146   .
[8] محمد بن سعود الإسلامية،"مناع القطان مباحث في علوم القران"(القاهرة:مكتبة وهبة،2008)، ص.323-324.[8]